الاحد 17 تشرين الثاني 2002

 


 

هناك وهناك

هل تكون هيلانة غـسطين امرأة أخرى في حياة مؤلف "النبي"؟

معرض تجهيزي لسمير خداج

آخر الضوء على أعمال زها حديد

زهراء الاندلس

مدانون بالبراءة

محنة حقوق الانسان

"نوتيّ مزدهر القوام" لشوقي أبي شقرا

الصدمة الكهربائية

الدليل

الملحق الثقافي

سلامتك

الاغتراب اللبناني


الصفحة الرئيسية

مساعدة

هل تكون هـيلانة غـسطين امرأة أخرى في حياة مؤلف "النبي"؟

قصـيدتان ورسائل حميمة غـير منشورة لـجبران

حـمـزة عـبـود

 

من هي هيلانة غسطين، وما طبيعة العلاقة التي ربطتها بجبران خليل جبران؟ الرسائل المجهولة  التي ننشرها في هذا التحقيق لا تجيب عن السؤالين، لكنها تلقي ضوءاً جديداً وخافتاً على حياة جبران، وعلى جانب خفي وحميم من علاقاته النسائية لم يسبق أن أشار اليه احد. مع رسائل جبران لهيلانة، نكتشف قصيدتين غير منشورتين لصاحب "المواكب" وقصيدتين منشورتين لشاعر القطرين خليل مطران.

انتبهت، وانا انتقل من الصالون الى غرفة الطعام في منزل الصديق بطرس ارسانيوس في بيروت، الى اللوحات التي تكسو جدران المنزل لفنانين لبنانيين معروفين كبول غيراغوسيان واسادور وفريد عواد وجان خليفة وايلي كنعان. لا اعرف لماذا لفتتني بينها صورة (بورتريه) قديمة بريشة الفنان حبيب سرور، عرفت في ما بعد انها لاحد اركان العائلة ارسانيوس ارسانيوس (جد بطرس لابيه) الذي كان عضو مجلس المحاكمة في زمن المتصرفية. لم اعد اذكر كيف افضى بنا الحديث عن اللوحات التي يضمها المنزل الى الحديث عن  مناسبات فنية وثقافية جعل الصديقة عفيفة، زوجة بطرس - وكنت قد تعرفت اليها، بعد تعرفي الى العائلة، خلال عملها في وزارة  الثقافة ومشاركتها في تنظيم معرض المحفوظات الوطنية في متحف سرسق - تغادر كرسيها الى غرفة الجلوس ثم تعود وهي تحمل بعض الاوراق لتقول لي: ماذا لو شاهدت هذه؟ نظرت الى الاوراق التي كانت تحملها باعتناء ظاهر ولكن بشيء من الحذر، وقلت مازحا:

- رسائل من بطرس؟!

ردت ضاحكة:

- رسائل لن تخطر في بالك!

ثم فردت الاوراق امامي، فقرأت مقدمة احداها: "عزيزتي هيلانة" وسألت قبل ان اتابع: - من هي هيلانة هذه؟ فحثتني عفيفة على قراءة الرسالة وقالت انظر في الاسفل، فنظرت فإذا بي امام توقيع جبران خليل جبران الذي عرفته في رسائله المنشورة.

لم اكن اتوقع ان ثمة رسائل او نصوصا لم تنشر لجبران حتى الان. وبدا لي وانا اعيد قراءة بعض السطور اني سأتذكر اين وردت هذه الرسائل والنصوص في الكتب التي قرأتها عن حياته وادبه. لكن عفيفة استدركت لتقطع ما يدور في خاطري:

- هذه الرسائل والقصيدتان لم تنشر، ولا احد يعرف عنها شيئا!

حاولت ان اتأكد وان استجمع ذاكرتي وانا اعيد قراءتها، لكن عفيفة قالت لي وقد اعدت المائدة للطعام، سنتحدث عنها في ما بعد، واضافت: هناك ايضا قصيدتان لخليل مطران.

جلسنا الى المائدة وتبادلنا احاديث عابرة ومتقطعة لم تشغلني كثيرا عن الرسائل والقصائد التي لازمت تفكيري طوال الوقت. وكان عليّ ان انتظر فراغنا من الطعام لاسأل عفيفة ثانية:

- ولماذا تحتفظين بها حتى الآن؟

اجابت باختصار كأنها تصر على تأجيل الحديث الى وقت آخر:

- كان ذلك بسبب رغبة هيلانة. لم اضف شيئا. وبدا لي اني اشتت الحديث في امر ينبغي ان يأخد ما يستحقه من الوقت والاهتمام.

اتفقت مع بطرس وعفيفة على لقاء او اكثر نخصصه للرسائل والقصائد. ولكن هذا اللقاء الذي تأجل اكثر من مرة بسبب انشغال بطرس حينا وسفر عفيفة حينا آخر، لم يتم قبل مطلع الاسبوع الفائت.

في بداية اللقاء قادنا الحديث عن الرسائل والقصائد، التي اعدت عفيفة صورا لها، الى "اوتوغرافات" العائلة، ولا سيما ان قصيدتي مطران تتصلان بجد بطرس لامه، سمعان طراد، ووالدته اولغا طراد ارسانيوس، اللذين يستحق كل منهما تحقيقا منفردا لما كان لهما من حضور ثقافي واجتماعي سنحاول ايجازه في مكان آخر من هذا التحقيق.

اخذت الرسائل والقصائد التي كانت قد اعدتها عفيفة، واصغيت اليها وهي تروي قصتها (قصة الرسائل والقصائد) وقصة لقائها بهيلانة:

"كنت مستشارة ثقافية في السفارة اللبنانية في واشنطن حين اتصل بي القنصل العام خليل حداد الذي اصبح سفيرا، ثم مديرا في قصر الرئاسة في عهد الرئيس الياس سركيس، من نيويورك، وقال لي ان سيدة اميركية من اصل لبناني، كانت صديقة لجبران ستتصل بي في اثناء زيارتها لواشنطن وطلب مني الاهتمام بها.

وكان من الطبيعي ان ابدي اهتماما خاصا بموضوع هذه السيدة، ليس فقط لان ذلك كان في نطاق عملي، ولكن لما يمكن ان تحمله من اخبار عن جبران.

بعد ايام اتصلت بي هذه السيدة، وكان ذلك في عام ،1969 فالتقيت بها.

كانت تتجاوز الثمانين من عمرها في ذلك الوقت ولكنها على الرغم من ذلك كانت تتمتع بحيوية ظاهرة، وكانت عيناها تتوقدان ذكاء.

التقينا اكثر من مرة فتوثقت علاقتنا، الامر جعلها تسترسل في حديثها عن جبران".

n ما طبيعة العلاقة التي كانت بينها وبين جبران؟

- علاقة عاطفية طبعا. تقول ان جبران صارحها بشعوره مرارا، وان علاقتهما تواصلت لاعوام في اللقاءات والرسائل.

- وماذا عن الرسائل؟

- بعدما وثقت بي قالت انها تحتفظ برسائل من جبران، وانها لا تريد ان تتاجر بها. كانت تفضل ان ترسلها الى متحف جبران في بلدته بناء على وصيته. ولكن المتحف، كما قالت، لم يكن مؤهلا على النحو الذي يشجعها على ذلك. فوعدتني بصور عن الرسائل وطلبت اليّ ان اضعها في مكتبة السفارة وقالت ان المخطوطات الاصلية سترسلها الى متحف جبران "حين يصبح متحفا" ثم غادرت الى نيويورك. وبعد ايام او اسابيع من سفرها وصلتني منها رسالتان وعدد من رسائل جبران بالاضافة الى هاتين القصيدتين.

n واين اصبحت النسخ الاصلية؟

- قالت لي في احدى الرسالتين انها ارسلتها الى شقيقتها لتحتفظ بها "الى ان تتحسن ادارة متحف جبران في بشري عما كانت عليه عندما زرته في اثناء زيارتي لبنان منذ سنوات"، ولكن هذه الرسائل والقصائد لم تصل الى المتحف لسبب ما.

n هل حدثتك عن تفاصيل علاقتها بجيران؟

- لم تتحدث عن تفاصيل. كانت تؤكد ان جبران كان يُفصح دائما عن شعوره نحوها. وانهما كانا يلتقيان باستمرار في السنوات الاخيرة.

n ولكن احدا من اصدقاء جبران او الدارسين في ما بعد لم يأت على ذكر هذه العلاقة؟

- بدا لي من اصرارها على عدم الافصاح عن الرسائل وعدم المتاجرة بها، ان علاقتهما ظلت بعيدة عن الانظار. وقد تكون العلاقة اخذت  هذه الصورة بسبب هيلانة. فهي احيانا لم تكن مقتنعة بشعور جبران.

n كيف؟

- روت لي ان جبران طلب منها ذات يوم ان تشتري له هدية لاخته مريانا في بوسطن، متذرعا بعدم معرفته "بما يعجب النساء". فاستجابت طلبه واتت له بمظلة ذات مواصفات خاصة. وبعد فترة التقت بإحدى صديقات جبران فرأت المظلة معها وارادت ان تتأكد ان هذه المظلة هي التي ابتاعتها لجبران فسألتها عن ثمنها والمكان الذي ابتاعتها منه، فاعترفت صديقة جبران بأنها لا تعرف شيئا عن ذلك وانها ستسأل جبران.

n هل ادّى ذلك الى فتور العلاقة بينهما في ما بعد؟

- لفترة وجيزة. فجبران، كما قالت لي هيلانة، كان يتذرع بمرضه ويكثر من شكواه حين يرغب في اعادة الامور الى طبيعتها. جبران كان يريد ان يحتفظ بهذه العلاقة من دون ان يتخلى عن شيء.

n وهل استمرت العلاقة بعد ذلك؟

- تقول هيلانة ان جبران كان متمسكاً بها ولكنه كان متطلبا ولم يكن يرغب في التخلي عن علاقاته الاخرى.

n وما الذي جعل هيلانة تحتفظ بسر علاقتها بجبران طوال هذه السنوات؟

- لا اعرف تماما. اظن ان ذلك يعود الى ظروف هيلانة اكثر مما يتعلق بجبران.

n n n

بعد حصولي على الرسائل والقصائد، اعدت قراءة كل ما لديّ عن حياة جبران وسيرته، قبل ان اقدم على نشرها. كنت في الحقيقة احاول ان اجد بعض الاشارات الى هيلانة في المرحلة التي تم فيها تبادل الرسائل بينهما. ولكن جبران الذي لم يكن يبدي حرصا في الحديث عن النساء اللواتي عرفهن في حياته كما تظهر معظم الدراسات التي تناولت حياته وشخصيته، لم يأت على ذكرها.

والارجح ان جبران تعرف الى هيلانة في الفترة التي بدأ يعاني فيها المرض (بعد 1922؟). فنحن نجد احدى هذه الرسائل مؤرخة، بختم البريد، في 21 تموز 1924 وان رسالة اخرى مؤرخة بخط جبران في 6 كانون الثاني ،1925 كما نجد ان احدى القصيدتين مؤرخة في 20 ايار 1923 والثانية مؤرخة في عام .1924 وفي تلك الفترة كانت لا تزال اصداء "العواصف" و"النبي" عالية في اوساط الجاليتين اللبنانية والسورية وفي الاوساط الاميركية. وكان جبران في الفترة نفسها محاطا باهتمام الاندية والمجلات والنقاد، كما كان محاطا بالنساء اللواتي جئن للتعرف اليه في الحفلات والامسيات الثقافية التي اقيمت له وخصوصا بعد صدور "النبي". ولعل عدم ذكر هيلانة غسطين للاصدقاء والمقربين اليه في تلك الفترة يعود الى احد سببين: الاول، ان ظروف العلاقة وطبيعتها قد حالت دون اعلانها لسر يتعلق بهيلانة (هل كانت متزوجة؟) مما يفسر تأخر الكشف عن الرسائل لاكثر من اربعين عاما واصرار هيلانة على "عدم المتاجرة بالرسائل". والثاني ان يكون جبران قد آثر اخفاء هذه العلاقة لرغبة في الاحتفاظ بعلاقات اخرى جعلته يشعر بنوع من الاكتفاء بعد الشهرة التي حظي بها.

ان ما كتب عن علاقات جبران العاطفية، بعد صدور "العواصف" و"النبي"، وبعدما راح يتصرف ويقيس امور حياته تحت تأثير المرض، يبدو متناقضا الى حد بعيد.

واذا كانت الرسائل يمكن ان تقدم لنا صورة عن علاقته بهيلانة، فمن الصعب ان نكتشف دواعي انقطاع هذه العلاقة (هل انقطعت قبل وفاته؟).

ان ما كتب عن جبران في هذه الفترة لا يترك لنا سوى حادثتين غامضتين عن امرأتين (او لعلهما عن امرأة واحدة!) في حياته لا نملك دليلا، ولو بعيدا، على هويتهما: الاولى في كتاب نعيمة عن جبران حين يتحدث عن امرأة تسلم منها رسالة اعجاب بكتاب "النبي"، ثم اخذت تتردد عليه، "وكان جبران قد اخذ يشعر بحاجته الى امرأة تقاسمه حلو الحياة ومرها بعدما اصبح يخشى العزلة في المرض والمرض في العزلة"، ولكن المرأة "اخذتها الندامة" بعدما وجدته، على خلاف صورة النبي، "رجلا ككل الرجال"!

والثانية لجميل جبر في كتابه "جبران: سيرته وادبه"، حين يروي ان الحاضرين في دقيقة وداع جبران الاخيرة "انتبهوا من وجومهم اذ شاهدوا امرأة مجلببة بالبياض تدنو من الجثة الباردة وتطبع على الثغر الصامت قبلة حارة وتمضي".

ان هاتين الحادثتين قد تكشفان عن علاقات مشابهة لعلاقته بهيلانة، الا اننا لا نملك ما يرجح تناولها في سياق هذه العلاقة. ولذلك فإننا سنكتفي بقراءة الرسائل والقصائد ونشرها باعتبارها مادة اضافية لالقاء المزيد من الضوء على حياة جبران.

في الرسالة الاولى يبدي جبران اعجابه بصورتين كانت هيلانة قد ارسلتهما اليه، ولا نعرف ما اذا كانت لهيلانة نفسها. ويتمنى جبران لو كان في امكانه مصادقة امرأة من لحم ودم وعظم تشابه احدى هاتين الصورتين لما تدل عليه من "الهدوء والتعقل والتفكير العميق"، وفي الرسالة تتراءى لنا صورة المرأة التي رسمها جبران في مخيلته اكثر مما عرفها في "الواقع". وهي "الصورة" التي ادت في معظم الاحيان الى اضطراب علاقته بالمرأة. وهو يتحدث كعادته عن الامور المهمة التي تشغله والتي يود الافضاء بها الى هيلانة، كما يتحدث عن المواعيد التي عليه تحقيقها بأوقاتها!

وتوحي هذه الرسالة، التي افترض انها الاولى بين هذه الرسائل (وليس مجموعة الرسائل الكاملة) لقاءات سابقة بينه وبين هيلانة لم تأخذ بعدها الحميمي كما يبيّن اسلوب الرسالة.

وفي الرسالة الثانية التي بعث بها في 21 تموز ،1924 كما يُظهر خاتم البريد، يكرر جبران رغبته في لقاء هيلانة اثناء زيارته لنيويورك ويرجوها ثانية ان تبعث له اي كلمة في هذا الخصوص.

في الرسالة الثالثة تبدو لنا فترة من الانقطاع دفعت هيلانة الى لوم جبران على "سكوته وتقصيره". ويشكو  جبران الهموم التي شغلته خلال هذه الفترة، وهي الفترة التي تحدث عنها الى نعيمة في رسالة من بوسطن:

"يعلم الله انني لم اصرف شهرا في غابر حياتي يماثل الشهر الماضي بصعوباته ومصائبه ومشكلاته ومعضلاته... منذ مجيئي الى هذه المدينة وانا في جحيم الدنيويات".

الا ان هذه الرسالة تظهر ايضاً مدى تطور علاقته بهيلانة التي سيناديها بـ"هلّون"، ويطلب منها ان تكف عن لومه وتعنيفه وان تكون كما كانت.

اما الرسالة الرابعة المؤرخة بخط جبران في 6 كانون الثاني 1925 فتظهر نوعا من المجاملة تدل على تأرجح العلاقة بينهما على الرغم من الحديث عن هديتها لمناسبة عيد ميلاده واعلامها بأنه سيكتب لها قبل يومين من سفره الى نيويورك ورغبته في لقائها.

وفي رسالته الخامسة يحدد جبران موعدا آخر للقاء بهيلانة ويطلب زيارتها له في نيويورك، مبديا رغبته الشديدة بهذه الزيارة قبل الذهاب الى البرية. بل هو يريد ردا مطمئنا لكي يعرف "ماذا تخبىء له الايام من حسن الحظ او ضده".

وقد تفسر هذه الرسالة ان لقاءات حدثت بينهما قبل فترة الانقطاع التي توحيها الرسالة السابقة. ولكن الرسالة السادسة تؤكد ان العلاقة ظلت تراوح بين ما تظهره هيلانة من العطف والمودة وميل جبران الى لقائها كلما سنحت له الفرصة لذلك. وهو يعود الى الحديث عن مرضه الذي بات "لازمة" رسائله الى هيلانة كما لسائر اصدقائه.

اما الرسالة الاخيرة فتكشف عن تمادي العلاقة و"رفع الكلفة" بينهما، حين يرد بشيء من التهكم والمودة ايضا، على شكوى هيلانة. ولكن هذه الرسالة السريعة، كما يبدو، لا تظهر تحولا ملحوظا في العلاقة التي استمرت لثلاث سنوات مما يدعونا الى الشك في انها الاخيرة بين هذه الرسائل.

بالطبع لا يمكننا الركون الى ان ترتيب الرسائل البريدية جاء تماما على النحو الذي افترضناه هنا. الا ان قراءة الرسائل من مختلف الاحتمالات يمكن ان تضيء جوانب بارزة من العلاقة التي احتلت مساحة من حياة جبران. ولعل مسوّدتي القصيدتين اللتين احتفظت بهما هيلانة (ونثبتهما هنا) ستبيّنان مدى "حميمية" لقاءاتهما في مواعيد متحررة من الوقت ومجاملات الرسائل.

ومن اللافت ان هاتين القصيدتين اللتين ارخت احداهما في عام 1924 والثانية في 20 ايار 1923 تتضمنان ابياتا (او بيتين على الاقل) يمكن تصنيفها بين اجمل ابيات جبران في قصائده المعروفة.

وفي هاتين القصيدتين تظهر الصور الجبرانية على نحو ما نجده في قصيدة "المواكب" لتعكس نظرته الرومنسية الى العالم وتمزج بين تأملاته الوجدانية ورؤيته الفلسفية.

ويبدو ان جبران في قصيدته غير المعنونة يستلهم مطلع قصيدة ابي فراس الحمداني "اذا الليل اضواني بسطت يد الهوى" فيقتدي البحر نفسه (بما فيه جواز الشطر الاول) كما يقتدي الايقاع الداخلي والاجواء النفسية لقصيدة ابي فراس.

ومن الواضح ان جبران كان يريد العودة الى هذه القصيدة لاجراء تعديل طفيف على بعض الابيات، على خلاف القصيدة الثانية (المعنونة، والمؤرخة في ايار 1923) التي بدت شبه مكتملة.

والارجح ان جبران لم يحتفظ بنسختين عن هاتين القصيدتين لاجراء التعديلات التي كان يرغب القيام بها، والا كيف يمكننا ان نفسر عدم ظهورهما بين الاوراق والنصوص التي نشرت بعد وفاته.

... وقصيدتان من خليل مطران

حين فرغنا من الحديث عن رسائل جبران وقصيدتيه وقصة لقاء عفيفة بهيلانة في نيويورك، سألت بطرس عن قصيدتَي خليل مطران اللتين كانت احداهما قد اهديت الى والدته السيدة اولغا طراد ارسانيوس لمناسبة زواجها في عام ،1933 والثانية الى جده لامه السيد سمعان طراد (والد اولغا) لمناسبة حصوله على الوسام الذهبي اللبناني في عام .1942 ولكن بطرس اكتفى بالحديث عن علاقة جده الوثيقة بخليل مطران في اثناء اقامتهما في مصر. وحين سألته عن مدى اهتمام جده بالادب واسباب اقامته في مصر قال انه سافر في عام 1914 بعد انهائه مرحلة الدراسة الثانوية في الكلية الشرقية في زحلة. وان عمه (والد زوجته ملكة كرم) كان يعيش في مصر التي كانت محط انظار اهل الشام واللبنانيين خاصة. وقال انه تعرف هناك الى احد رجال الاعمال، وهو سوري من حلب يقيم في مصر، يدعى لويس دوش، ووثق الاخير الذي كان من اصحاب الشركات، بجده سمعان طراد فعملا معا وازدهرت اعمالهما فتعززت صلتهما برجالات الاندية السياسية والاقتصادية والاعلامية، وكان هؤلاء يترددون الى منزله في مصر الجديدة. وسألت بطرس ما اذا كان يذكر اسماء بعض هؤلاء فقال انه يذكر عددا من رجال السياسة اللبنانيين الذين كانوا يترددون الى مصر في تلك الفترة، ويذكر خليل مطران الذي كان يتردد اليه مع عدد من اهل الادب والصحافة وربطته به صداقة متينة. كما يذكر عن احدى السيدات اللبنانيات اللواتي كن في مصر في تلك الفترة، ان ام كلثوم اقامت حفلة غنائية في منزله في مصر الجديدة، وسألته اذا كان يذكر احدا من رجال الادب والصحافة فقال كثيرين ولكن الاستاذ نصري المعلوف الذي كانت تربطه به علاقة وثيقة لا يمكن ان يذكر لك تفاصيل اكثر عن حياته وصداقاته في مصر ولبنان. قلت لبطرس: ولكن القصيدة التي ارسلها مطران لمناسبة زواج ابنته اولغا (والدتك) تشير الى صداقة عائلية وليس محض معرفة شخصية.

- بالتأكيد، ولكني لا استطيع ان اتحدث عنها بالتفصيل. لو نلتقي بنصري المعلوف.

وقاطعتنا عفيفة بقولها: كانت اولغا منذ صغرها طموحة وشديدة الذكاء. وهذا ما اتاح لها القيام بدور كبير في الحركة الاجتماعية والثقافية. اولغا طراد من اللواتي شاركن في لجنة مهرجانات بعلبك في مرحلة تأسيس هذه المهرجانات. كما كانت عضوا في المجلس النسائي اللبناني وجمعية الصليب الاحمر اللبناني وجمعية المكفوفين وسواها.

قلت: اعتقد ان مطران كان يعرفها جيدا.

قالت: بالطبع، كانت اولغا لافتة ومثيرة للانتباه منذ طفولتها.

بعد ايام من زيارتي منزل بطرس في الاشرفية التقينا، بطرس وانا، بالاستاذ نصري المعلوف، ولم اكن احمل معي اسئلة محددة.

كنت احمل بيدي مخطوطتي القصيدتين حين استقبلنا في مكتبه في بيروت. وقبل ان نبدأ حديثنا سألني عن الاوراق التي احملها فأعطيته اياها، فقرأ منها سطوراً ثم التفت الى التوقيع.

وما ان وقع على اسم خليل مطران حتى بادرني قائلا:

- صحيح، هذا هو خط مطران وتوقيعه.

ثم تحدثنا عن قصة القصيدتين ومناسبتيهما فأفاض في الحديث عن تلك الفترة، وسألته عن حياة سمعان طراد في مصر، فقال: سمعان طراد كان لبنان في مصر. وكان منزله - الفيلا التي بناها في مصر الجديدة -  ملتقى اهل الفكر والسياسة، كان مثقفا وذكيا وطموحا ويتمتع بشخصية قوية. وكان اهل الفكر والادب يلتقون حول المآدب التي يقيمها لهم.

n هل تذكر احدا من هؤلاء؟

- كل الذين عرفوا في الاوساط الادبية والصحافية في مصر آنذاك: انطوان الجميل واسعد داغر وطه حسين وخليل ثابت وخليل مطران وعباس محمود العقاد ويعقوب صروف واميل زيدان واحمد رامي وسواهم كثيرون. وفي اثناء زياراتي كان يعرفهم بي بقوله: "عينة من بلدياتنا".

n ألم يزر لبنان خلال اقامته في مصر؟

- كان يأتي كل صيف تقريبا من طريق البر عبر فلسطين. وكان ضيوفه، ولاسيما لويس دوش ومطران، يرافقونه في رحلته واثناء اقامته هنا. وكان للويس دوش منزل في بحمدون يقيم فيه خليل مطران اثناء وجوده في لبنان. اما هو (سمعان طراد) فكان يقيم في منزله في عين القبو.

واثناء حديثه عن تلك الفترة استطرد الاستاذ نصري المعلوف الى ذكرياته مع امين نخلة، وسفره الى الدول الاميركية كمندوب عن لبنان بين مندوبي الجامعة العربية لشرح القضية الفلسطينية، وراح يستعيد صورا من حياة لبنان (وبيروت) الثقافية والاجتماعية قبل منتصف القرن الماضي. وعلى الرغم من شغفي بحديثه عن تلك الفترة تحينت فرصة للعودة الى موضوع القصيدتين فسألته عن السيدة اولغا طراد:

- اولغا طراد كانت زميلتي في سنوات الدراسة الاولى (قبل سفرها  مع والدها الى مصر)، في المدرسة التي اسسها عمي بطرس المعلوف (جد الكاتب امين معلوف)، وكانت تنافسني دائما على المرتبة الاولى. بل هي فازت بهذه المرتبة اكثر مني. كانت شديدة الذكاء وتتمتع بحس اجتماعي كبير منذ طفولتها.

قلت له من الواضح ان قصيدة مطران تظهر مدى اعجابي بشخصيتها. وسألته ماذا عن الوسام الذهبي اللبناني الذي حصل عليه سمعان طراد ويذكره مطران في قصيدته اليه؟ فقال: سمعان طراد كانت له مساهمات كبيرة في الحقلين الاجتماعي والثقافي، كما ساعد في تأسيس سفارتنا اللبنانية في مصر بعد الاستقلال.


رسائل جبران الى هـيلانة وقصـيدتاه

 

مساء الخميس...

 

ايتها الصديقة العزيزة

لقد استحسنت الصورتين جدا خصوصا الصغرى، تلك التي تدل على الهدوء والتعقل والتفكير العميق. حبذا لو كان بامكاني مصادقة امرأة من لحم ودم وعظم تشابه هذه الصورة البديعة. لا بأس، سوف اجد تلك الصديقة، او، خيالها، في عالم الارواح بين ثنايا الابدية!

سوف اكون في منزلي في نيويورك مساء الاربعاء الواقع في 5 ايلول عند الساعة الثامنة. ولما كان لديّ بعض الامور المهمة التي اريد مخابرتك بشأنها رأيت ان اطلب اليك راجيا زيارتك اياي في ذلك المساء. ولكن اذا كانت اشغالك لا تسمح لك بذلك فتكرمي باعلامي عند وصول هذه الكلمة اليك. (بل؟) اني استعطفك ان تكتبي اليّ تحت كل الظروف، ام سلبا ام ايجابا، لكي اكون على بصيرة فلا تتشوش عليّ المواعيد التي عليّ تحقيقها بأوقاتها.

هذا وتقبلي تحيتي مشغوفة بأحسن تمنياتي والله يحفظك

للمخلص

جبران خليل جبران

 

عزيزتي هيلانة

 

كتبت اليك منذ يومين واخبرتك بأنني سأصرف في نيويورك اربعة ايام - اي من مساء الاثنين القادم الى صباح الجمعة - وقد طلبت منك ان تعلميني اذا كان بامكانك زيارتي اثناء هذه المدة . وقد جاءت بطاقتك في هذا الصباح ولم تذكري لي فيها شيئا الا عن (حبيب؟) كاتبه - ارجوك ان تبعثي الي كلمة بهذا الخصوص عند وصول هذه الكلمة اليك والله يحفظك.

جبران

 

عزيزتي هيلانة

 

اشكركِ، اشكرك من صميم قلبي على هديتك، بل هداياك النفيسة. واشكرك لأنك ما برحت تذكرين يوم مولدي فتظهرين لي عطفك ومودتك.

في مثل اليوم من كل سنة اشعر بخضوع في روحي امام القوة العظمى التي شاءت فأوجدتني واوقفتني امام وجه الشمس ثم حبتني بالاصدقاء الوفيين المخلصين فأنسى جميع متاعبي وانسى كآبة نفسي وانصرف بكليتي الى التهليل والشكران واستأنس بالحياة بكل ما فيها من الحسن والجمال. وهل لا سمحت لي بمشاهدتك عندما ارجع الى نيويرك، سوف اكتب اليك قبل ذلك بيومين او اكثر ونتفق على اليوم والساعة.

هذا والله يحفظك دائما لصديقك

المخلص

جبران

في 6 كانون الثاني 1925

عزيزتي هيلانة

 

جئت بوسطن منذ كم يوم لكي اقاتل واجاهد واشعر بغربتي بين ابناء بلادي وانتِ تعلمين يا هلّون قصتي لذلك اطلب اليك ان لا تعاتبيني ولا "تعزليني" لسكوتي وقصوري. يكفي ما بي!!!!

لو رأيتني يا هلون في هذه الايام الحارة انتقل من مكتب محامي الى مكتب تجاري الى مجلس محكمين متكلماً لغة ما تكلمتها في ماضي حياتي - لو رأيتني في هذه الحالة لكنت عطوفة شفوقة. بل وكنتِ أبعد الناس عن اللوم والتعنيف. سوف اكتب اليكِ عما قريب - ولكن على كل حال كوني كما كنت والله يحفظك ويباركك دائما

لجبران

 

عزيزتي هيلانة

الف سلام على روحك وبعد فإنني سأعود الى نيويرك مساء الاثنين القادم  في 25 الجاري وسوف ابقى فيها حتى صباح الجمعة الواقع في 29 فهل بإمكانك يا ترى ان تزوريني مساء يوم من هذه الايام الاربعة؟ ارجو من صميم القلب ان تسمح لك الظروف بذلك لأنني شديد الرغبة بمشاهدتك قبل الذهاب الى البرية لزيارة بعض الاصدقاء.

ارجوك ان تبعثي اليّ كلمة عند وصول هذه البطاقة اليك لكي اعلم ماذا تخبىء لي الايام من حسن الحظ او ضده والله يحفظك دائما ابدا.

جبران

مساء الاربعاء

عزيزتي هيلانة

 

قد كتبت اليك في بوسطن وانا طريح الفراش وها قد رجعت الى نيويرك ولم ازل ضعيفا خائر القوى. ولكنني ارغب في مشاهدتكِ فحبذا لو كتبتِ الي او ناديتني بواسطة التلفون. انا اعرف بقلبي انك لا ترفضين زيارة رجل مريض. مكسور الخاطر. حزين الروح. وادعى شيء الى رغبتي في مشاهدتك هو ميلي الى اظهار شكري وامتناني لك بصورة شفاهية على كل ما اظهرته نحوي من العطف والمودة والمعروف اثناء ثلاثة اعوام.

نمرة تليفوني هي WATKINS 10180 فالرجاء ان تسمعيني صوتك عند استلام هذه الكلمة. والله يحرسك ويباركك ابدا دائما.

صديقك الودود جبران

 

انت يا هيلانة ميالة الى الشكوى حينما لا يكون هناك من سبب الى الشكوى فتتأففين من الظلام مع انك جالسة في نور الشمس وتعاتبين الدهر والدهر من حلفائك. الله يساعدني على السيدات اللطيفات المغنجات الشاكيات المشككات!!! لا بأس فسوف اثأر لنفسي منهن واعلمهن امثولة هائلة تبتدىء بحد السيف وتنتهي على رأس الرمح!!!

والف تحية الى هيلانة مع الف سلام

وسلام من جبران

 

الصديقة الاديبة عفيفة ديراني

 

مصيّرتن (مسيّرةً) لا مخيّرتن (مخيرة) تأخرت حتى اليوم عن القيام بوعدي لك بارسال بعض نسخ من تحارير جبران الي. واليوم ارسلت لك ما هو متيسرا (متيسر) لديّ منها الى عنوان السفارة لأن ايدي الممرضات (من اكره...؟) تركن اوراقي مبعثرة. ولذلك ما تمكنت من وجود عنوان محل سكنك لارسلها لك رأسا.

كما كتبت لك سابقا اني حال رجوعي من واشنطن اضطررت ان ادخل المستشفى لاجراء عملية للقلب وفي ذاك الوقت حذروني الاطباء من شدة الخطر على حياتي. فأخذت صور فوتوغرافية عن تحارير جبران وارسلت الاصلية الى شقيقتي في لبنان لتحتفظ بها لبينما تتحسن ادارة متحف جبران في بشري عما اذا كانت عليه عندما زرته معها اثناء زيارتي لبنان منذ سنوات فتقدمها الى المتحف اجابة لارادة جبران ووفاء لوعدي له. وكنت اود ان احتفظ بها بين اوراقي فلا يطلع عليها احد فلا يظن بعض الناس بأني اتاجر بصداقة جبران واباهي بشعوره نحوي. لكن الآن رأيت ان افي بوعدي لك لأني في اول الشهر القادم سوف ادخل المستشفى لاجراء عملية ثالثة للقلب. آملة ان هذه النسخ تملأ فراغا في مكتبة السفارة وتكون عربونا على تقديري آدابك وشكري على ضيافتك الشرقية اثناء زيارتي واشنطن. حفظك المولى سالمة لهذه الصديقة المعجبة بك

هيلانة غسطين

هولي وود في 22 ت1 1969

 

الصديقة الاديبة عفيفة

 

كتبت لك الاسبوع الماضي بأني ارسلت لك عشر نسخات عن تحارير جبران لمكتبة السفارة واعتقدت انها وصلت لك لكن اليوم وجدت بأنها لم ترسل لك كما ظننت وذلك انني كلفت الممرضة التي تزورني ان تضعها في صندوق البريد امام مدخل البناية. واليوم عندما زارتني فتحت جسدان (جزدان) التمريض ووجدت ان التحرير لا يزال فيها حيث وضعته يوم كلفتها بارساله. ولا تسألي عن شدة كدري رغما عن عذرها. واليوم ارسلت هذه التحارير الى عنوان السفارة كما ذكرت لك في كتابي السابق راجيتك اعلامي بوصولها وتكرارا ارجو بأن هذه النسخ تحفظ في مكتبة السفارة فقط فلا تتناقلها الايدي في الخارج، ولو ما تقديري لأدبك لما ارسلتها لك آملة الاحتفاظ بها في المكتبة فقط. حفظك المولى سالمة لهذه الصديقة التي لا تزال تذكر لطفك وضيافتك.

هيلانة غسطين

 

هيلانة غسطين الى اليمين ومعها عفيفة ديراني في أحد مقاهي واشنطن عام .1969

مع غاغارين في أثناء زيارتها للاتحاد السوفياتي.

ريمون اده يقلّد أولغا طراد وساماً في إحدى المناسبات.

خليل مطران.

ارجو ان تعذري خطي لأني لا اتمكن من استعمال يدي اليمنى بسهولة بعد عملية القلب.

ملاحظة: وردت الرسائل كما هي. ولم يصحح من الاخطاء الواردة في المخطوطات الا ما تعذرت قراءته في سياق النص.

--------------------------------------------------------

قصيدتا جبران

 

اذا الليل اخفاني ببرد سواده

فلا كوكبٌ يبدو ولا الصبح يطلعُ

فإن نحت لم تسمع نُواحي جارتي

وإن متّ لا تدري ولا تتفجّعُ

وإن مرّ بي طيف الكرى متباطئا

وحدّق في وجهي يخاف ويرجعُ

اذن لتنحى عن كياني كائنٌ

وراح الى بيت الأحبة يسرعُ

الى منزل جدرانه فسحة الفضاء

وفي سقفه سرج الكواكب تسطعُ

وابوابه الذكرى و( )اللقا

فليس بها قفل ولا بها مخدعُ

اطوف به ومعي تطوف رفيقتي

وبكل امر في السعادة نرتعُ

لعمري ما في الليل غير خيالنا

فإن هام همنا وإن تقاعد نخضعُ

وما نحن والدنيا وكل غريبة

نراها سوى حلم الذي ليس يهجعُ

* * *

دقوا المسامير

دقّوا المسامير في كفي فإن يدي

مشلولة ليس يبريها سوى ألمي

وفي فؤادي اغان لا الحنها

الا اذا امتزجت انغامها بدمي

ولي شباب اذا لاقى مصادرة

يبقى والا بُلي بالعجز والهرمِ

ان النواة التي ضنّت بقشرتها

وخافت الكسر قد صارت الى العدمِ

ايار/20/1923

 

فإن جاء ليل نحتسي حلم ليلنا

ونخشى زوال الحلم إن طلع الفجرُ

... وقصيدتا مطران

 

هناءً يا مُعِزّ بني طراد (1)

بعرس فتاتك الكبرى هناء

ويا فرنان (2) قد كوفئت خيراً

بأن فُقت الثقات الاذكياء

ارى لبنان في بشر يُحيّي

بهذا الملتقى الزاهي رجاءَ

ارى افقا جديدا مستمدا

لدى التاريخ من ألغا ضياء

السبت 7/10/33

خليل مطران

 

1- المقصود سمعان طراد الذي ارسلت القصيدة اليه لمناسبة زفاف ابنته اولغا.

2- فرنان ارسانيوس هو زوج السيدة اولغا وابن ارسانيوس ارسانيوس.

 

الى اخي وصديقي الاكرم السيد سمعان طراد الوجيه الصادق الوجاهة والنبيل الصادق النبل تهنئة بما اهدي اليه من الوسام الذهبي اللبناني.

 

لبنان جاءك شاكرا ومفاخرا

بوسامه الذهبي يا سمعانُ

فاهنأ بمالك من محبة امةٍ

وتجلّة زكّاهما لبنانُ

كرمت خصالك فهي في عز الحلى

مما به تتنافس الاوطانُ

تُزهى بها علياء انت فؤادها

وبعينها ولعينها انسانُ

المخلص خليل مطران

15/12/42


 

PDF Edition (Arabic) | HTML Edition (Arabic) | Listen to An-Nahar | Ad Rates | Classified Ads | Archives | Contact us | Feedback | About us | Main | Help


 

Copyright © 2002 An-Nahar Newspaper s.a.l. All rights reserved.