![]() |
|
"نحو استراتيجية
مائية في سوريا"
|
| 5 ـ المرابح من
بناء استراتيجية مائية في سوريا:
5 ـ 1 ـ حوض الفرات ودجلة (نهري الفرات ودجلة لامداد المياه السطحية والجوفية على المستقبل المنظور) تبين الاقمار الصنعية (11) أهمية نهري الفرات ودجلة على امداد المياه السطحية لتركيا وسوريا والعراق ولاحقاً كمصدر محتمل لتغذية المنطقة المعنية سطحياً وجوفياً حسب مخطط استراتيجية المياه المقترح لهذه الدارسة والجدول /8/ يبين المياه السطحية السنوية الوسطية الكلية المقدرة للاقطار الثلاثة سوريا وتركيا والعراق والنسبة التقريبية للجريان الوسطي الكلي من الفرات ودجلة. من الصعب محبة الجار الذي يعيش على الحبس العلوي للنهر لأنه يتحكم بكمية ونوعية المياه التي تصل إلى الحبس السفلي وهذا جوهر المشكلة لنهري الفرات ودجلة (والعاصي واليرموك) وفي كافة انحاء العالم المشابه... فهي قضية عالية التعقيد ويمكن أن تصبح دموية [فعندما قطع سد الثورة (الطبقة) جريان الفرات عن الحبس السفلي في العراق بنسبة 25% سنة 1974 ـ 1975 فأصبح وضع ثلاثة ملايين عراقي بخطر عندئذ، أرسلت العراق جيشها إلى الحدود السورية]. وفي تركيا مشروع الاناضول العظيم Grand Anatolia Project متضمناً انشاء 22 سداً على النهرين ومن بينها سد أتوتورك الضخم على الفرات والذي أصبح خامس سد مبني بالحجر في العالم rock - Filled dam واعترض العراق على هذا المشروع بالقول [أن حصته ستنقص من الفرات من 30 كم3 سنوياً إلى أقل من الاحتياجات الدنيا وسيقطع حوالي 50% من تصريف النهر بسوريا والبالغ 31.8 كم3 سنوياً بينما أغلب المياه المتبقية مالحة نتيجة للري التركي]، بينما تدعي تركيا انها تنظم الجريان حتى خلال موسم الجفاف، بينما قطع الفرات كلياً لمدة شهر سنة 1990 وجف الامداد في الحبس السفلي بشكل كلي غالباً. مثل هذه السلطة على مصدر حيوي هي سلطة خطرة في مثل البيئة السياسية الحرجة أو الهشة وبسهولة نسبياً يمكن أن تبدء الحرب وهي جوهر مشاكل الشرق الأوسط بأن للسلطة معايير مزدوجة واضحة. فكل سلطة تمارس حقها على الحبس العلوي بأنها تملك كل الحق بهذا المصدر وتشتكي بنفس الوقت عندما تقع على الحبس السفلي في مكان آخر؟ وحرب الخليج سنة 1991 قد جعلت الوضع أكثر تعقيداً فحرق حقول النفط الكويتي قد هدد طبقة المياه الجوفية في العراق. وهذا التهديد جعل المتطلبات العراقية من مياه الفرات ودجلة أكثر استعجالاً more urgent كما أن المخططات التركية لتطوير المنطقة الجنوبية الشرقية SAP ذات 22 سداً و 19 محطة طاقة بكلفة قدرت بـ 35 مليار دولار تهدف لنقل أقليم الجنوب الشرقي لتركيا من الفقر إلى القوة والغنى ولكن الصراع المستمر مع الاكراد الانفصاليين في الجنوب الشرقي مع رفض مزمن بالاعتراف بهم وأنهم أتراك الجبل؟ ومنذ عام 1984 وفدائي حزب العمال الكردي (P.K.K) Kurdish Worker's Party ذو التوجهات الاشتراكية غالباً، يخوضون حرباً دموية لتحقيق سلطة اقليمية أولاً ويشاركهم الاكراد الآخرين بالعراق وايران وسوريا لتشكيل دولة مستقلة. وإن تحققت هذه الدولة ولريثما يميل الاكراد للواقعية ويتركون المثالية التي تترافق مع الاستقلال فإن منطقة الفرات ودجلة هي منطقة صراع مستقبلي بين الاكراد والاتراك والسوريين (وإلى درجة ما) العراقيين والايرانيين، لذلك يحتاج حوض هذا النهر لربط المياه بمعاهدات بين اطراف متعددة وذلك يستدعي استقراراً سياسياً وإلا فستخوض الجيوش صراعاً بمقياس كبير حول المياه... خاصة وإن اسرائيل قد تسللت إلى مسرح الصراع أيضاً؟ 5 ـ 2 ـ المرابح: إذاً فالتنافس حول المياه يمكن أن يقود إلى الصراع فما زال حول الانهار أو المسيلات المتقطعة الجريان أو الأحواض المائية الجوفية لحوض الفرات ـ دجلة مثلاً، نقصاً في الحقوق والواجبات لأطراف مشاركة حول المصدر المائي نفسه، وهذا الغياب الكلي لأي نوع من التنظيم المتفق عليه رضائياً من كافة الاطراف (إلى أبعد حد ممكن) يستوجب الحل فما زال ينظر لمسألة المياه على أنها مصدر محلي ويجب أن تدافع عن هذا المصدر بأية كلفة ممكنة بينما تعالج المشكلة بالنظر للمياه كمصدر عالمي وليس كمصدر وطني أو محلي... سيؤدي التنافس على المياه في الشرق الاوسط إلى زيادة التوتر السياسي ولتخريب البيئة الحقيقية لكافة المصادر والتي تكافح الأمم من أجل الحفاظ عليها. فمثلاً يحتوي حوض البادية السورية على حويضات منها حويضة الدو حول تدمر ذات المليارات المحدودة من الامتار المكعبة فإذا استنزفت لمعمل الفوسفات المقترح في الشرقية فإما يجب تدوير المياه المستعملة والتي ستتناقص حتى تنفذ وبالتالي يجب تعويض الفاقد من نهر الفرات مثلاً أو عدم تصنيع أو تنمية المنطقة إلا بالقدر الممكن والذي يدعى بالتنمية المستديمة. وكذلك فتوازن المياه حرج وخطر في السعودية وغيرها من البوادي بحيث يجب التفكير باعادة استعمال المياه لأغراض بدلاً من ري القمح مثلاً فالضخ المتزايد من الآبار مع التخاصم السياسي The Political Wrangling فوق حوض الاردن (اليرموك) ومخططات التحويل وما تبعها من ردود فعل من الأطراف الأخرى المختلفة كانت مؤذية جداً ومرتبطة بتقطيع أواصر الابناء نتيجة لصراع الآباء The limb from limb rendering an infant by irreconcilable and importunate parents إذاً تناقض وتضارب مصالح الآباء المزعج قاد لحروب 1967 و 1973 و .... فسوء الادارة قد بدل التداخلات التقليدية واغلب التوافقات بين البيئة الانسانية والفيزيائية. وغالباً فالعجز الكلي عن احترام الطبيعة سيدمر مستقبل الاجيال القادمة والتي تعتمد على المصادر الطبيعية للارض. ومع ذلك ففي الشرق الاوسط تقرر السياسة كافة التوظيفات للمصادر ومواقعها وتوزيعها وبذلك خلقت الحكومات عدم المساواة وأصبح وضع المياه ميئوساً منه (بائساً) حتى الآن في الشرق الاوسط وطبقت قاعدة water is power is politics الماء هو سلطة وهو سياسة. فمثلاً تأخذ اسرائيل ما يكفيها بالقوة وتترك للفلسطيني أو الاردني أو السوري الحثالات وهذه التوجهات ستؤدي حتماً لتدهور مصادر المستقبل وعدم المساواة وبالتالي عدم الاستقرار السياسي وهذا يؤدي للعنف أساساً. وهذه الدائرة المفرغة تهدد ملايين في الشرق الاوسط وغيرهم في اماكن أخرى أيضاً فسوء استعمال البيئة مدمر وصحة المصادر اساس لكافة أنواع الحياة فلا يوجد اساس لإدارة مجتمع ناجح إلا إذا تغير سوء الاستعمال وهو ما يهدف إليه بناء استراتيجية مائية في سوريا كما يهدف إلى: 1 ـ تبادل المعلومات والمعرفة وتدعيمهما بين المعنيين في الاقطار المعنية وذلك من خلال الندوات وورشات العمل واللجان المشتركة والقيام بالدراسات واجراء المشاريع المشتركة في نهاية المطاف. 2 ـ مراجعة شاملة للشروط الهيدرولوجية وطرق القياس وذلك من خلال استعمال تقنيات الأثر water tracing مثلاً أو الاستشعار عن بعد أو الاستنتاج من المعلومات المتاحة الجيولوجية والجيوفيزيائية أو القيام بهذه الدراسات لاستكمال المعلومات عن الاحواض المائية الجوفية وجرياناتها وسرعاتها وسعتها... 3 ـ تبني التقنيات العالمية لاعمال الدراسات والتنفيذ ونقلها مع التطوير إلى منطقة مشروع الشرق الاوسط تبعاً لاستراتيجية المياه السورية لكي يمكن الاعتماد على الذات لاحقاً من قبل الجهات المعنية في الاقطار المعنية. 4 ـ دراسة الحالة الاجتماعية والاقتصادية واقتراح السبل لتحسين هذه الاوضاع من خلال برامج تنموية قادرة على دفع الحالة الاقتصادية ودفع المستوى الاجتماعي خلال فترات معينة. 5 ـ الاستقرار السياسي والناجم عن تفهم الاحتياجات المتبادلة داخلياً وخارجياً لكل تجمع سكاني والسعي لدى الجهات الدولية لتمويل برامج طموحة تهدف لخلق حالة من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والذي يقود إلى الاستقرار السياسي لاحقاً. 6 ـ حماية البيئة وذلك من خلال حماية الحياة النباتية والحيوانية الهشة وحماية المصادر المائية ومكافحة تلوث الهواء أو التربة أو المياه السطحية والجوفية قدر الامكان. ودراسة التجهيزات لمراقبة البيئة الهوائية والمائية والتربة ودراسة كافة الملوثات والانذار عند اللزوم مع رفع مستوى الوعي البيئي بين القاطنين ومتابعة برامج التنمية المستديمة وحماية البيئة معاً. 7 ـ استعمال التقنيات الحديثة في مجال تحلية المياه الجوفية المتزايدة الملوحة في المناطق الصحراوية أو باستعمال المياه للري عدة مرات في الشرق الاوسط بشكل عام مع التركيز على استعمال الطاقة النظيفة لتقليل الكلفة؟ الطاقة الشمسية ـ طاقة الرياح ـ طاقة الاعماق الجوفية ـ طاقة المد والجذر ـ الطاقة الحيوية... أو الاعتماد على الطرق الحيوية للتخلص من شوارد الاملاح لطبقات المياه الجوفية أو المياه بشكل عام مع استعمال كافة التقانات التقليدية وغير التقليدية كالهندسة الوراثية وهندسة المعلومات... هندسة المواد الجديدة وقطف رطوبة الجو...
|
|
|